زيارة المواقع الأثرية
سلطنة عُمان بلاد تنفرد بطبيعتها وعراقة تاريخها الثري بالأحداث والقصص التي دونتها الكتب والآثار تحكي البطولات وعمق التواصل مع الحضارات الأخرى، ولكونها من أقدم البلدان المستقلة في العالم العربي، نجحت عُمان في مزج الحداثة وعراقة التراث مع الحفاظ على الجوانب الجوهرية لثقافتها وتاريخها، مما يجعلها الوجهة السياحية المثالية لأولئك الراغبين في زيارة الدول التي تجمع بين الأصالة والحداثة في آن واحد.وساهم الموقع الاستراتيجي لعُمان في جنوب شبه الجزيرة العربية بدور بارز في اكتساب مكانتها وتواصلها مع الحضارات القديمة مما أوجد فيها المستوطنات البشرية التي تعود إلى فترات غابرة من التاريخ.وفي جنوب عمان ظهرت حضارات قديمة ازدهرت على مسارات طرق اللبان منها حضارة وبار التي دلت الاكتشافات الأثرية إلى أن بعض آثار هذا الموقع تعود إلى فترة العصر الحجري الحديث أي ما بين 5000 و4000 عام قبل الميلاد، وكذلك موقع سمهرم الذي يعود تاريخه إلى فترة القرن الثالث قبل الميلاد.كما أن موقع سلوت الأثري في ولاية بهلاء من المواقع الكبيرة المكتشفة في عُمان ويعود للألف الثالث قبل الميلاد، وشهد في فترة لاحقة من التاريخ حدوث المعركة المشهورة التي انتصر فيها مالك بن فهم الأزدي على الفرس في القرن الأول الميلادي وطردهم من المناطق التي كانوا يتواجدوا فيها بهدف السيطرة على طرق التجارة ومواقع تعدين النحاس. ومع دخول وانتشار الإسلام في أرجاء عُمان في حوالي القرن السابع الميلادي، بني مازن بن غضوبة أول مسجد في عُمان وهو مسجد المضمار بولاية سمائل والذي مازال قائماً حتى يومنا هذا وقد تم إعادة بناؤه عدة مرات على مر السنيين.ومع تولى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في عُمان خلال الفترة من عام 1970 – 2020م شهدت عُمان بناء دولة حديثة مزدهرة، رسم سياستها الخارجية وفق أسس ومبادئ راسخة مكنتها في أن تكون واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم. وتولى من بعده السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في عام 2020م بفكر متجدد يركز على بناء الأرض والإنسان في آن واحد ليكمل مسيرة النهضة المباركة.